Skip to main content

ملاخي ص 4

 |  القس ألبرت جوهر  |  ملاخي

ملاخي ٤ يعلن عن يوم الرب حيث يُدان الأشرار كقشّ يُحرق، بينما تشرق شمس البر بشفاء للمتقين، ويوجّه الشعب لذكر شريعة موسى وانتظار مجيء إيليا (يوحنا المعمدان) ليهيئ الطريق للمسيح. ينتهي العهد القديم بالتحذير من اللعنة لكنه يفتح الطريق للبركة في المسيح الذي يكمل الناموس والأنبياء.

ملاخي : ص ٤

يوم الرب

۱ «فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا،وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا.

۲ «وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّوَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا،  فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ.

۳ وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا  تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ يَوْمَ أَفْعَلُ هذَا، قَالَ  رَبُّ الْجُنُودِ.

٤ «اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي  أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ  وَالأَحْكَامَ.

٥ «هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ  مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ،

٦ فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ  الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».

  التأمل

١«فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا،وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ  رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَفَرْعًا.

 دينونة الأشرارعندما يأتي اليوم  المتقد كالتنور حيث كل المستكبرين وفاعلي الشر سيُحرقون فلا يبقى لهم أصلاً أو فرعًا.

۲ «وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّوَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ.

۳ وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ يَوْمَ أَفْعَلُ هذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.

مجيء المسيا للبقية) سيرحِّب الأمناء بشمس البر التي ستُشرق والشفاء في أجنحتها. أولئك المتقون اسم الله سيدوسون على أعدائهم مثل الرماد تحت بطون أقدمهم.

٤ «اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ  إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ  وَالأَحْكَامَ.

" اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى" بين ملاخي وبين المسيح أربع مئة سنة ونيف وهذه أطول مدة مرت على إسرائيل بلا نبي وآخر كلام ملاخي وهو النبي الأخير من العهد القديم هو أن يذكروا شريعة موسى فيكون كلام الله كمرساة لإيمانهم في الأجيال المظلمة القادمة عليهم. 

٥ «هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ،

ارسل إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ ليس إيليا نفسه بالجسد بل من يكون فيه روح إيليا أي يوحنا المعمدان.

قبل مجيء يوم الرب وهو سيحدث إصلاح في حياة الشعب ويجعلهم مشابهين لآبائهم الأتقياء، وإلا فإن الله سيفتقد الأرض بلعن.  وفيه يُجري أحكامه المخيفة على الخطاة وهذه الأحكام ابتدأت في خراب أورشليم وتشتت اليهود وتتم تماماً في اليوم الأخير 

٦ فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ»

فَيَرُدُّ قلب الآباء الأتقياء في العهد القديم آمنوا بالمسيح الموعود به وأبناؤهم الأتقياء في العهد الجديد آمنوا بالمسيح الذي أتى فاتحد الآباء والأبناء بإيمان واحد.

 قال الملاك جبرائيل لزكريا عن ابنه يوحنا إنه يرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيء للرب شعباً (لوقا 1: 16 و17). 

 " لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ ٱلأَرْضَ بِلَعْنٍ" : 

 ضرب الرب أرض اليهود بحروب كثيرة وآخر الكل ضرب أرضهم ومدينتهم أورشليم عن يد الرومانيين بعد صلب المسيح بنحو 37 سنة وحتى اليوم شعب اليهود مشتتون ومضطهدون.

 واللعن على جميع الذين يرفضون المسيح إن كانوا من اليهود أو من الأمم أو المسيحيين بالاسم فقط وعلى الناس أفراداً غير المؤمنين. 

وأما لعنات الله فقد تكون لها تأثير عظيم لأنها تحذر الناس من عواقب العصيان والخطية لعلهم ينتبهون ويتوبون ويرجعون إلى الرب فيخلصون ولا يريد الرب أن يهلك الناس بل أن الجميع يقبلون إلى التوبة.

 وآخر كلام العهد القديم اللعن وآخر كلام العهد الجديد والكتاب المقدس كله البركة. واللعن استعداد للبركة..

وحيث أننا نقرأ العهد القديم في الضوء الكامل للعهد الجديد، فاننا نرى ان : الناموس والأنبياء حملوا لواء الشهادة ٨للمسيح، والمسيح جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء، بل ليكمِّلهم.

 لذلك، على جبل التجلي، ظهر كلا من موسى، مشرِّع الناموس ووسيط العهد القديم، وإيليا النبي، الذي رد إسرائيل إلى الناموس – ليتكلما مع يسوع عن موته الذي كان عتيدًا أن يتتمه في أورشليم. ليكون ذلك بمثابة شهادة عملية للرسل، ولنا جميعًا، أن يسوع المسيح، الذي وضع حياته لأجلنا، ليحمل خطيتنا ويفتدينا من لعنة الناموس؛ له ينبغي أن نسمع له حتى إننا بالإيمان باسمه نصبح أولاداً لله ووارثين للحياة الأبدية.