رؤيا ص ٣ (كنائس ساردس وفيلادلفيا ولاودكية) الجزء 2
رسالة ساردس تكشف كنيسة لها اسم بلا حياة، تحتاج أن تسهر وتتوب، بينما الرب يعد الغالبين بالثياب البيض والاعتراف بأسمائهم أمام الآب.
أما فيلادلفيا فمدحها المسيح لثباتها على كلمته وفتح أمامها باباً لا يُغلق، بينما لاودكية وُصفت بالفتور والاكتفاء الذاتي، والرب يدعوها للتوبة والغيرة ليستعيدوا الشركة معه وينالوا المجد معه على عرشه.
رؤيا : ص ۳ رسالة إلى ساردس قراءة ع١- ٦
۱ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ.
۲ كُنْ سَاهِرًا وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ.
۳ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ.
٤ عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ.
٥ مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.
٦ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»
تاملات
۱ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ.
الرب يعلن نفسه كمن له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب. إنه بقوَّة الروح القدس يضبط السبع الكنائس ورسلها.
كانت ساردس كنيسة بلا حياة، لها سُمعة بأنها جماعة مسيحية، لكنها في الأغلب سلكت سبيلاً من الطقسية الجامدة. إنها لم تَفِض بحياة روحية، ولم يشعّ منها ما هو خارقٌ للطبيعة.
۲ كُنْ سَاهِرًا وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ.
إن تلك الأعمال كانت خارجية لا روحية ولذلك رأى المسيح أنها ناقصة .
قد يحدث أن يكون الإنسان ممدوحاً من الناس على قيامه ببعض الواجبات ويكون الله في ذلك الوقت عينه مغتاظاً عليه للبعض الذي تركه من الواجبات.
۳ فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ.
لا بد من أن المسيح يدين كنيسة ساردس في اليوم الأخير ولكن العقاب الذي أنذرها به هنا هو مما يقع عليها بعد قليل ولم يذكر ما هو.
والذي يجعل قدوم اللص مخيفاً هو كونه غير متوقع فوق ما يأتيه من التخسير والإتلاف.
٤ عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ.
هؤلاء المؤمنون الذين لم ينجِّسوا ثيابهم بمبادئ العالم وممارساته سيمشون مع المسيح في ثياب بيض
٥ مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.
● هؤلاء هم الغالبون، وان أعمالهم البارّة ميّزتهم
كمؤمنين حقيقيين.
● والثياب البيض ترمز إلى البرّ العملي في حياتهم.
● ولأنَّهم كانوا مسيحيِّين حقيقيِّين ظاهرين، فلن تُمحى
أسماؤهم من سفر الحياة. وهذا يعنيان الغير غالبين
ستمحى اسماؤهم من سفر الحياة.
● ويضيف الربّ الوعد بأنه سيعترف بأسماء الغالبين أمام
أبيه وأمام ملائكته في السماء.
٦ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»
يحذر الرب من مجرّد الاعتراف الديني الشكلي دون حصول الولادة الثانية فعلاً.
رسالة إلى فيلادلفيا
قراء ة ع٧- ١٣
۷ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ:
۸ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي.
۹ هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ - هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ.
۱۰ لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.
۱۱ هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ.
۱۲ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.
۱۳ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ».
تاملات
۷ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ:
-
فيلادلفيا تعني ”محبة الأخوة“.
-
لهذه الكنيسة يظهر الرب بوصفه القدوس، الحق، الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح. بكلمات أخرى، أنَّ له سلطة إدارية مطلقة، وحكمًا غير قابل للجدل.
-
الباب المفتوح، لم يكن لمجمع اليهود والوثنيين القوة لأن يغلقوه. إذ أعطى الله فرصة للكرازة بالمسيح لكل الذين يسمعون.
-
ومفتاح داود في العهد القديم إشارة لسلطة الله المطلقة في فتح الأبواب وغلق الأفواه
۸ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي.
الكنيسة في فيلادلفيا تلقَّت فقط كلمات المديح من الرب. فالقدِّيسون كانوا أمناء، كانوا غيورين في أعمال حسنة. في ضعفهم البشري، وثقوا بالرب. وبالنتيجة، صاروا قادرين على حفظ الحق، بالعيشة فيه في حياتهم. إنهم لم ينكروا اسم المسيح. لذلك جعل أمامهم بابًا مفتوحًا من الفرص، لا يستطيع أحد أن يغلقه
۹ هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ - هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ.
أولئك الأدعياء من اليهود الذين قاوموا المؤمنين بضراوة سوف يُذَلُّون أمام هؤلاء المؤمنين البسطاء.
أولئك الذين زعموا أنهم شعب الله المختار، مع أنهم فعلاً مجمع الشيطان، سيُرغَمون على الاعتراف بأن المسيحيين المحتقَرين كانوا بالحقيقة هُم الرعيَّة المختارة.
۱۰ لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.
-
لأن الفيلادلفيين تمسَّكوا بحق الله بالعيشة فيه أمام ااس، فالرب سيحفظهم من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على كل الساكنين على الأرض.
-
هذا وعدٌ بالإعفاء من زمن الضيقة الموصوفة في الأصحاحات 6-19.
-
«الساكنين على الأرض» تعبيرٌ اصطلاحي، يعني الذين جعلوا هذه الأرض بيتهم «من الناس... من أهل الدنيا، نصيبهم في حياتهم» (مز17:
۱۱ هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ.
مجيء المسيح موضوع أمام القديسين كدافع للثبات والمثابرة بصبر. فيجب ألاَّ يدعوا أحدًا يسلبهم إكليل المنتصر الذي هو قريبٌ في متناول اليد.
۱۲ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.
مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا: هذا وعد للغالبين بأن يكونوا أعمدة في هيكل الله. والأعمدة هنا صورة للقوة والثبات والجمال المهيب.
لانها هي التي تحمل المبنى، والشيء الوحيد الذي يدعم هذه الأعمدة هو الأساسات. و يسوع هو أساسها.
" وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ "
هؤلاء الغالبين سيكون لهم مكان ثابت مضمون لدى الله، على عكس عدم الاستقرار الذي في العالم)
وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي وَاسْمِي الْجَدِيدَ:
-
سينال الغالبون أسماء عديدة أيضًا مثل: اسم إلهي، وأورشليم الجديدة، والاسم الجديد ليسوع. وهذه الأسماء علامات جديدة تحدد هويتنا الجديدة ولمن ننتمي.
-
وهي كذلك علامات على علاقتنا الحميمة التي تجمعنا به وغير المتاحة للآخرين.
-
يتوافق هذا الوصف مع صورة الأعمدة. ففي العالم القديم كان نقش اسم شخص ما على عمود في أحد المعابد وسيلة لتكريم شخص خدم المدينة أو كاهن متميز. "كانت فيلادلفيا تكرم أبنائها اللامعين بوضع أسمائهم على أعمدة معابدها ليتسنى لمن يحضرون العبادة أن يروا هذه ويستذكرونهم."
۱۳ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ».
-
مَن له أذن يلزمه أن ينصت لهذه الرسالة من الروح إلى الكنائس.
-
إن كنيسة فيلادلفيا تُعتبَرُ كرمزٍ لصحوة تبشيرية عظيمة حدثت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،
-
والكشف من جديد عن الحق المتعلَّق بالكنيسة ومجيء المسيح، والإرساليات إلى كل العالم.
-
وبينما المبشرون المسيحيون قد تمتَّعوا بمقدارٍ وافٍ من الرجوع للحق خلال هذه الفترة، عقد الشيطان عزمًا ماضيًا لدسّ الخمير في الكنيسة بواسطة الناموسيَّة والطقسيَّة والعقلانيَّة
رسالة إلى لاودكية قراءة ع١٤- ٢٢
۱٤ وَاكْتُبْ إِلَى مَاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ:
۱٥ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا!
۱٦ هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.
۱۷ لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ.
۱۸ أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ.
۱۹ إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ.
۲۰ هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.
۲۱ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.
۲۲ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»
تأملات
۱٤ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ:
-
الاسم «لاودكية» يعني إمَّا ”الشعب يحكم“ أو ”دينونة الشعب“.
-
كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: كان شُح مصادر المياه أحد مشاكل لاودكية، مما جعلها ضعيفة أمام أي حصار، إذ لم يكن لديهم مياه كافية إن أحاط جيش العدو بالمدينة، والذي كان يمكنه بسهولة قطع مجاري المياه الداخلة إليها.
-
الرب يتكلم عن نفسه بوصفه الآمين، الشاهد الأمين الصادق، بداءة خليقة الله.
-
الآمين: هو تجسيد الأمانة والحق، وحده الذي يضمن ويتمّم مواعيد الله. وهو أيضًا مُبدئ خليقة الله، المادية والروحية على السواء.
-
التعبير ”بداءة خليقة الله“ لا يعني أنه كان أول شخصٍ مخلوق، فهو لم يكن قطُّ مخلوقًا، بل تعني أنه هو الذي أبدأ كل خليقة.
-
لم يقل إنه كانت له بداءةٌ بل إنَّه هو كان البداءة. فهو الأصل لخليقة الله، وهو الفائق على كل خليقة.
۱٥ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا!
۱٦ هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.
۱۷ لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْ وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ.
كانت الكنيسة في لاودكية لا باردة ولا حارة، بل كانت عليلة، فاترة.. بما فيه الكفاية لتخدع الناس كي يظنُّوا أنَّها كانت كنيسةً لله،
-
وكان فتورها نحو الأمور الإلهية منفِّرًا بحيث كادت تدفع العليَّ إلى التقيّؤ.
-
ثمّ إن هذه الكنيسة وُصِفت بالكبرياء والجهل والاكتفاء الذاتي والتراخي.
١٨أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ
بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ.
-
نُصِح الناس أن يشتروا من الرب ذهبًا مصفَّى بالنارهذا يعني البرَّ الإلهي، الذي يُشترى بلا أو أنه يعني الإيمان الخالص، الذي عندما يُمتحن بالنار، يُنتِج حمدًا وكرامة ومجدًا عند استعلان يسوع المسيح (1بط1: 7).
-
أيضًا نُصِح الشعب أن يشتروا ثيابًا بيضًا، أي برًّا عمليًّا في الحياة اليومية.
-
ويلزمهم أن يكحلوا عيونهم بكحل، أي يحصلوا على رؤيا روحية من طريق إنارة الروح القدس.
-
كانت المشورة مناسِبةً، خاصَّةً بعد أن عُرِفت لاودكية بأنها كانت مركزًا للمصارف المالية والنسيج والأدوية ولا سيَّما كحل العين
۱۹ إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ.
محبة الربّ للكنيسة تُرى في حقيقة كونه يوبِّخها ويؤدِّبها. ولو لم يكن يهتم، لما تكلَّف المشقَّة! لكنَّه بحنوٍّ وإمهال يدعو هذه الكنيسة الاسميَّة كي تكون غيورة وتتوب.
۲۰ هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَ.وْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي
-
مكان المسيح وموقفه في آخر عصر الكنيسة“، إنه خارج الكنيسة المعترفة
-
انه يقرع برقَّة ويدعو الأشخاص الذين لهم اذان للسمع ان يتركو الارنداد كي تكون لهم شركةٌ معه.
-
كل إنسان سيِّدٌ على بيت قلبه. إنه قلعته، ويجب عليه هو أن يفتح أبوابه. فهو له حقُّ الاختيار المؤلِم في أن يرفض الفتح. لكنه إن رفض، فسيكون كمن يخوض في عماه حَربًا ضدَّ بركته وسعادته، ويا له من منتصر بائس!
۲۱ مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. فأولئك الذين تبعوه في الاتِّضاع والرفض والألم، سيتبعونه أيضًا في المجد.
۲۲ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ»
-
أن كنيسة لاودكية تمثِّل صورة زاهية للعصر الذي نعيش فيه.
-
فحياة الترف مزدهرة في كل جانب، فيما النفوس تموت وهي في حاجة للإنجيل.
-
المسيحيون يلبسون تيجانًا، بدل أن يحملوا الصليب. لقد أصبحنا أكثر اندفاعًا وحماسةً من جهة الألعاب الرياضية، أو السياسة، أو التلفزيون، أكثر مِمَّا نحنُ تُجاه المسيح.
-
ويوجد قليل من الإحساس بالحاجة الروحية، وشوق ضئيل لانتعاش حقيقي. إننا نُعطي أفضل ما في حياتنا لعالَم الأعمال، ثمَّ نحوِّل الفضلات التالفة للمخلِّص.
-
كم علنا أجسادنا التي سترجع في سنوات قليلة إلى التراب إن تأنَّى الرب. نحن نجمع بدل أن نترك، نضع كنوزًا في الأرض بدلاً من وضعها في السماء، ولسان حالنا جميعًا: ”لا شيء من الخير كثيرٌ على شعب الربّ. إن كُنت لا أدلِّل نفسي، فمن يفعل ذلك؟
-
دعونا نحرز تقدُّمًا في العالم ونعطي أُمسيات فراغنا للرب“. هذه حالتنا، وا أسفاه، على عتبة مجيء الربّ!